في ليلة شتوية باردة، كانت هدى قاعدة جنب شباك الأوضة تبص على الشارع الهادي. الساعة كانت قربت 2 بعد نص الليل، وهي لسه صاحية، مش قادرة تنام. في إيدها صورة قديمة لأخوها كريم، اللي سافر من 5 سنين ومحدش سمع عنه تاني. كل يوم تقعد في نفس المكان، بنفس الوضع، تستنى رسالة، مكالمة، أو حتى خبر. بس الليلة دي كانت مختلفة. رن جرس الباب. قلبها دق بسرعة، قامت بسرعة وهي مش مصدقة. فتحت الباب، ولقت ظرف صغير على الأرض. مفيش حد واقف. فتحت الظرف، ولقِت ورقة مكتوب فيها بخط كريم: "أنا بخير… آسف إني بعدت، كنت لازم أختفي… بس عمري ما نسيتكم، خصوصًا إنتِ." رجعت هدى تبكي، مش عارفة دي كانت رسالة وداع… ولا وعد بلقاء